جريدة الخبر لنهار اليوم
قدموا من 10 ولايات وقضوا ليلتهم تحت البرد في الشوارع
ظروف مزرية وإقصائية في مسابقة البياطرة بالطارف
قضى أغلب المترشحين لمسابقة توظيف الأطباء البيطريين ليلة الجمعة إلى السبت في الشارع تحت الأجواء المناخية الباردة، لانعدام مرافق الإيواء بمدينة الطارف بعد امتحان اليوم الأول في الثقافة العامة، الملغم بشرط تعجيزي قرأ فيه المترشحون الإقصاء المقنـّن مسبقا.
شارك في المسابقة التي احتضنها المركز الجامعي بالطارف، زهاء ألف مترشح قدموا من 10 ولايات للجهة الشرقية من الوطن، بما فيها ولاية تمنراست بأقصى الجنوب، من أجل الظفر بنحو 50 منصبا بالمؤسسات العمومية لوزارتي الفلاحة والصيد البحري. وبدأت متاعب المترشحين في اليوم الأول، الجمعة، عندما وصلوا تباعا في ساعة مبكرة قبل الثامنة صباحا، كما هو محدد في الاستدعاء الرسمي لمديريات الفلاحة والصيد البحري لولاياتهم. وقد تفاجأوا بتأجيل إجراء إمتحان المادة الأولى في الثقافة العامة إلى الواحدة والنصف بعد الظهر، فاصطدم المترشحون بوقت الفراغ الطويل لمدة 7 ساعات، ولم يجدوا في المدينة الميتة أي نشاط خدماتي في المأكل والإيواء، ولا شيء في متناولهم سوى الشارع تحت الأجواء الباردة. وتعقدت متاعب المترشحين مع انعدام مرافق الإيواء بعاصمة الولاية وتوقف وسائل النقل الجماعية باتجاه القالة، المدينة الوحيدة التي تحتوي على الفنادق، لكون المترشحين احتجزوا داخل المركز الجامعي إلى ما بعد السادسة مساء، ساعة الظلام الحالك، والقليل منهم من وجد الإيواء لدى أصدقائه، بينما الغالبية قضت الليلة الباردة في الشارع، في حين حشر بعضهم في سياراتهم والبعض الآخر كان مصيرهم المبيت في العراء. وأكثر من ذلك، خرج المترشحون من امتحان مادة الثقافة العامة في اليوم الأول من المسابقة وسط موجة من الاستياء، لكونهم أجبروا تحت التهديد بالإقصاء وإجبارية الإجابة باللغة العربية على 3 أسئلة علمية بحتة، تتعلق بالطب الشرعي والأمراض المعدية ووسائلها المخبرية والأدواتية والتقنية، أغلبها عديمة التعريف باللغة العربية الفصحى، خاصة المصطلحات العلمية والتقنية، حيث اعتبروا ذلك إقصاء مقنـّنا مسبقا، كون طلبة البيطرة بالجامعات الجزائرية درسوا علوم البيطرة والطب الشرعي باللغة الفرنسية. وانتظرت ذات المتاعب المترشحين بعد نهاية الامتحان في المادة الثالثة المقررة مساء اليوم الثاني من المسابقة، ليجدوا الشارع والبرد لقضاء ليلتهم الثانية. وإذا كان لابد من إجراء هذه المسابقة، التي تعني إتاحة الفرصة لقرابة 1000 مترشح من 10 ولايات، بمركز جامعي للبيطرة، كان لزاما حفظ كرامة المترشحين بمساهمة كل القطاعات الأخرى لتوفير الظروف المناسبة، كما هو الشأن بالنسبة للظروف الأمنية الوحيدة التي عايشت وتابعت الحدث.
وقد حاولنا تكرارا الاتصال بالجهات المعنية المشرفة على هذه المسابقة الوطنية، لكنها باءت كلها بالفشل، لأن المسؤولين في راحة العطلة الأسبوعية، والحظر قائم على الدخول للمركز الجامعي لمن لا يهمه أمر المسابقة